قال تعالى : "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
وقال صلى الله عليه وسلم : ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))
..........................
إستوقفتني هذي الآيه وهذا الحديث الشريف ,, بعد قرآئتي لمجمل تاريخ القرن ال20 وما فيه من تطورات علميه وإستحداثات فكريه ومستجدات على الساحه السياسيه والمنهجيه في الحياه.
في القرن التاسع عشر كانت جحافل أوروبا تزحف على العالم في جو تنافسي على من يسيطر على العالم أسرع ويستثمر خيراته لمصلحته الخاصه وتطوير ذاته بكل السبل
وكان هناك إعتقاد سائد في أواخر ذلك القرن إستمر إلى الحرب العالميه الأولى وهو أن الحروب تساعد على زيادة التنميه البشريه وليس العكس مستندين بذلك على نظرية التطور الحديثه لداروين والتي تنص على أن : "الاصطفاء الطبيعي هو العملية التي تقوم بتفضيل سمة وراثية موروثة أكثر شيوعا في الأجيال اللاحقة للتجمعات المؤلفة من المتعضيات المتكاثرة. السمات غير المفضلة المورثة تصبح شيئا فشيئا أقل شيوعا""
لذلك فأن الكائنات الأسرع عدوا أو الأقوى هي الأقدر على البقاء وإنتاج أجيال لاحقا.
هذا ما آمنوا به وصدقوه بناء على هذه النظريه الغابره منذ العصور الإغريقيه وجاء داروين ليبعثها من جديد ,, وكانت الملكه فكتوريا أقوى مؤيد له ماديا ومعنويا ,, وساعد ذلك على بناء إمبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس .
كذلك كان حال نابوليون الذي قال لا مستحيل ,, فهو لاشي قبل أن يكون حاكم فرنسا و هو الغير فرنسي الأصل كما هو حال ساركوزي اليوم إلى أن أصبح أعظم حكام فرنسا وصنع إمبراطوريته .
وإستمر الصراع وتم دعم الشعوب لما هو مختلف فقامت الثورات التحرريه والنازيه والشيوعيه والفاشيه
وكل هذا قائم على مبدأ البقاء للأفضل
وصنع كل فكر أيديولوجيته الخاصه و "" آمنوا بها"" فعليا بالعمل .
مثال ذلك ما قاله ستالين عند وصوله سدة الحكم "" نحن متخلفون بخمسين أو مئة سنه عن الدول المتقدمه ,, يجب أن نتفادى جيدا هذا التأخير في 10 سنين ,,
"إما أن نقوم بذلك ... وإلا سنحق من قبلهم""
كذلك هتلر الذي آمن بسمو عرقه الآري فوق كل شي وآمن بمجد آلمانيا التي كانت لاشي وأصبحت قدوة في الإتقان لكل شي .
كما أن الولايات المتحده الأمريكيه وليده القرن ""ال19 "" طفلة بريطانيا المدللـه و عشيقة فرنسا الساحره التي أهداها نابلوين تمثال الحريه .
إستمرت في النهوض إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم وأصبحت الدوله الممزوجه بخليط الأمم السابقه والمسيطر على عرش العالم .
هكذا بنى القرن ال20 صورته في التاريخ
و كلنا نعلم بحالنا اليوم كدول ومؤسسات وأفراد .
أين نحن؟؟؟
هناك مشاركات خجوله من البعض للنهوض ,, وهناك محاولات جاده فرديه مغموره ,, قد تجد لها صدى يوم أو 2
وربما أسبوع أو شهر .
ثم ماذا؟؟؟
ألم يحن دورنا بعد؟
أم أننا نحتاج أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون بدلا من أن نبدأ من حيث إنتهوا!!!؟
همسه لكل فرد عربي ,, مسلم ,, وطني ,, حر ((( فليسمي نفسه ما يشاء))
أرجوووك ثق بنفسك وحريتك من الداخل وقدرتك على العطاء وإثبات الذات
إذا أردت لأحلامك أن تحقق ,,, ولو كانت صعبه وتحتاج لتكسير الحجر
ولكن ثق أن فعلك سيبقى للتاريخ ما دام النقش على الحجر
ولن تسموا أمتك ولا وطنك مالم تسموا أنا بنفسك من الداخل أولا وأحسست بمسؤوليتك كراعي لأمتك ,,
لا يشترط أن يكون تفسير كلمة راعي على أنها ولي الأمر او الحاكم
كفاكم إنهزاميه وإتكاليه .
فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته .
ولا يعني ذلك إحلال النظام وإعتماد الفوضى
ولكن بالتركيز في بناء الذات والرؤيه الصحيحه لمجد شخصي ينبني على إثره مجد ورفعه للجميع
فلنسترجع ثقتنا بأنفسنا ,,, ولنعيد مجدنا بأنفسنا ,, بعلمنا ,,, بعملنا
فوالله لنسئلن يوم القيامة عن علمنا فيما عملنا به .
والله شديد الحساب ,,,
إنهضوا يا رواد القرن ال21 ولتكن لكم بصمة في هذا القرن ورمز ,, بل رموز
وتذكروا أن
هذا القرن هو فرصتكم لإثبات نفسكم في التاريخ .