الخميس، 10 يونيو 2010

"" حلقة وصل""

تكلمت في مقال سابق عن حرية الفكر
وحق الفرد في الاختيار
وتحدثت كذلك عن نظرة أخر جيل القرن ال20 وتصادمنا كجيل رائد للقرن ال21 معه

وأحب أن أنبه هنا لشيء مهم في هذا السياق
نحن لا نريد مواجهة عمياء
وهوجة رعناء تؤدي بنا إلى طريق مسدود ونجد أنفسنا في آخر المطاف أصبحنا وكما النفايات في قارعة الطريق ينتهي بها المطاف إلى زاوية
معزولة لا يجتمع حولها سوا القطط الضاله ,, التي تأكل وتنكر فضلنا عليها والسبب هو نعراتنا العمياء
وثقتنا الزائده.

أنا لا أسحب كلاما قلته من قبل ولكني أريد أن أوضح شئيا مهما ,,, كل من يوافقني الرأي هنا
رأى نموذجا واحدا على الأقل ,, به صفة واحدة جيده يتميز بها عن غيره.

وجميعنا نعلم الفرق بين الزَبد والؤلؤ,
وأيهما ظاهر وأيهما مكنون.

الكيٍٍٍٍٍِِِـس من عرف من أين تؤكل الكتف ,, مع تمسكه بطموحه وقراراته اللتي يريد تغير المجتمع بها مهما طال الزمن
ومهما احتاج التغيير من وقت لكي يتحقق.

سنقول إن المسؤول يحيط به بطانة فاسدة حبيثه ,, وقد يكون هو رأس الفساد.

""منطق واقعي"".

إذاً لم تسمح للخبيث أن يكون أمكر منك في إستغلال الظروف؟؟؟!
وتظل أنت بطيبتك تندب حظك وتقول "" الله كريم""

ونعم بالله ,, ولكن أليس كلنا راعٍ وكل مسؤول عن رعيته؟
ورعيتك لا تريد منك عصيان ولي أمرك في عملك أو مجتمعك جهارا وأنتم مجرد حفنة من البشر مهما فعلتم ,, سيؤتى بغيركم.
فالفرص قليله ,, والحياة مره ,, ولقمة العيش أصبحت أغلى من الذهب
والعصيان جهارا يؤدي إلى الفتنة والفوضى في العمل وسؤء التدبير للأمور والأزمات.

القرن ال21 كله مسؤول منا

ولكي نضمن له حياة كريمه وتقدما مزهرا,, صامدا ,,

لابد أن نفطن أننا لابد أن نجعل من أنفسنا قدوة صالحة واعيه لأجيال لها الحق في أن تدعوا لنا بالرحمة أو تلعننا وتصفنا بالسوء لما قد يؤول إليه حالهم
ومعهم الحق في ذلك إن نحن لم نعقل ونوجه أنفسنا للمسار الصحيح.
المسار المتمثل في عقيدة تؤمن بها وبدورك في تحقيقها
وحتى تظفر عقيدتك لا بد من أن يكون معها حليف من الغد المأمول ,, وإلا ستفشل في الوفاق مع الغد ومع الأمل.""عباس محمود العقاد""




لابد أن يكون هناك حلقة وصل بيننا وليس فقط الجيل السابق بل كل أجيال التاريخ ,, ولكي تزيد نفسياتنا إيجابية وعطاء لا بد من أن نحسن إختيار من نصلهم
سواء كانوا أحياء معنا الآن
أم سطرت سيرهم النابضة بالحياة صفحات الكتب والآثار ,, ولـكَم من سيرٍ مأثوره أجل و أحرى بأن تنقح وتستغل أحسن إستغلال للإستفادة منها على مر العصور
والربط بين القيم المثلى لكل عصر وما هي أخطاء المربين التي إعتادوا بها على المزج بين المدح والقدح ,,, وبين الثناء والملام ,,,,وقلب كل حسنةإلى عيب يكافئها ,, وكل فضيله تقابل بنقيصه
تعادلها ,,, حتى يتجنبوا في إعتقادهم عن المغالاة والإعجاب المتحيز .وبذلك يفقدون جوهر التربيه الصحيحه التي يحاولن تطبيقها ليصلوا برعاياهم وأطفالهم
إلى بر الأمان ,, لذلك لا يعجبون إلا وهم متحفزون لملام !!!,, وكيف أدى ذلك إلى تخريج أجيال مهزوزه فكريا ونفسيا وعقائديا,
مما أدى إلى الترنح بين المذاهب والدروب المؤدية إلى إنحطاط أمم بأكملها والتاريخ خير شاهد حي يسطر كل ذلك لنا ولمن كانوا قبلنا.
فهل من معتبر؟؟

يجب أن نبحث كيف كانت الأجيال الناجحه قديما وحديثا وما هي القواعد اللتي أرسوا
عليها قيمهم وبنوا بها مجتمعاتهم وكيف إستطاعوا تنقيح التاريخ لصالح تربية أجيالهم والنهوض بأمم لا ينساها التاريخ وكان لها السبب في وصول البشريه إلى ما هي عليه الآن

ليبحث كل شخص في محيطه الإجتماعي عن فرد من عائلته كان رمزا ,, وصدقوني سيجد ,, سيجد رموزا وليس رمزا واحدا
حتى لو إحتاج الامر أن يغوص في أكثر من جيل وأكثر من قرن
سيجد
وسيزداد فخرا وثقة بنفسه أنه إبن لهذا الرجل أو هذه المرأه ,,
والرموز كثيره منها
رموز في التجاره ,, الصناعه ,, السياسيه ,, الحروب وفنونها ,, تأسيس الدول وتمكين قواعدها ,, الطب ,, العلوم ,, الأدب والشعر ,,
الدين وعلومه ,, التربيه وأسسها القويمه ,, بحور اللغات والثقافات
وكثير كثير
ولكن للأسف نحن أمة قل ما تقرأ
وللأسف أصبحنا أمة تكره نفسها ,, ولا تحب سوا القيل والقال وكثرة السؤال والأكل في لحوم البشر ,,

فلنحب أنفسنا,
ولنحاول الربط بيننا وبين كل صفة إيجابية في كل فرد في مجتمعنا ,, ولندع السلبيات لأهلها ,, فالحياة أقصر من أن تحزن أو تغضب لأجلها.


فلنولي هذة القضية إهتماما بيسطا منا ,, فإن نجحنا في ذلك ستصبح لنا القابلية النفسية والثقه في حل ما هو أصعب الآن لأنه محال ,ولكن بالعمل كل شي أكيد
وليس ممكنا فحسب .

ومن لا يوافقني الرأي ,,, سأدع الأديب المخضرم عباس محمود العقاد يرد عليه ببلاغته المعهوده في كتابه عبقرية عمر عن كيفية
إختيار القدوة اللتي يجب أن تكون حلقة وصلنا مع أمثالها:

""عمر ابن الخطاب ,, رجل المناسبة الحاضرة في العصر الذي نحن فيه , لأنه العصر الذي شاعت فيه عبادة القوة الطاغيه
وزعم الهاتفون بدينها أن البأس والحق نقيضان. فإذا فهمنا عظيما واحدا كعمر بن الخطاب ,, فقد هدمنا دين القوة الطاغيه من أساسه
لأننا سنفهم رجلا كان غاية في البأس ,, وغاية في العدل,, وغاية في الرحمه !!
وفي هذا الفهم ترياق من داء العصر يشفى به من ليس بميؤوس الشفاء.""

أترك الترياق لمن يريد الإستسقاء منه ,, فهو مجاني ,, وثمنه مجرد عزيمة صادقه على التغيير الفعلي

....بالعمل وحده نصنع المعجزات.....


23\9\2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق