الخميس، 10 يونيو 2010

"""شعارااااات"""

كثرت الشعارات في زماننا الحاضر ,,, وكثر اللغط حول مصداقيتها وتأثيرها على الجموع
ما هو مفهوم الشعارات ؟,,, ,وإلى أي مدى يمكن أن يكون تأثيرها فعالا؟
وكيف يمكن استغلالها لتصبـح أداة تحكم في العقول والأذهان والمعتقدات؟

سواء أكان هذا الشعار خاصا بالفرد أو شعارا يطلق في المنزل لهدف التربيه
أو شعارا تجاريا لهدف الدعايه
أو سياسيا لأهداف ربما أو غالبا ما تكون ملفقه ,,, لمجرد جذب الجماهير.

للأسف فقدت هذه الشعارات مصداقيتها

 وكلما اختفى بريقها أصبح الناس يبحثون عن بريق جديد وكأن هذه الشعارات أصبحت وسيلة سهله
للتغير, ومع الأسف هي وسلية رخيصه للتخدير وللتغييب عن الواقع.
أصبح الفرد يوهم نفسه بشعارات المرجو منها أن تكون مبدأً له ولكن مع انعدام المصداقيه لباقي الشعارات اللتي تربى عليها من حوله
فإنه يصبح بدوره محبطا وعاجزا حتى من أن يتخذ لنفسه مبدأ يسير عليه ليحدث التغيير
التغيير الذي مهما كان محدوداً فإنه مهم
لأن التغيير بحد ذاته معادلة نسبيه تحتاج لأدق التفاصيل مهما كانت محدوديتها لقلب الموازين
موازين الفكر ,,, التطوير ,,, العادات والتقاليد.

أنا لا أدعوا لمواجهة المدرسة القديمة بالعنف والاستنكار لفضائلها
ولكن علينا أن نتذكر أننا بشر ولم نؤتى من العلم إلا قليلا
يقول المثل "" إن طاعك الزمان وإلا طيعه""
وقد يتخذ شعارا
ولكن كيف يمكن أن تكون طريقة فهمنا له؟!

فريق منا سيقول : "" معناه ألا نكابر وأن نرضى بالواقع المر وهذه حياتنا ونحن مسيرون!"
وفريق آخر سيعارض بقوله :: "" لا .. هذه قمة الانهزاميه وما أخذ بالقوه لا يسترد إلا بالقوه!!""

كلام منطقي من وجهات نظر متعدده
ولكن يا عزيزي القارىء
أيعقل أن الله سبحانه لم يخلق فرصا وطرقا أخرى؟
أنا أستغرب من الفريق الاول رأيه وكأن الفرص لا توجد إلا في جحر فأر
وكأن أبواب الدنيا كلها تحولت إلى حجاره لا يمكن اختراقها أو تحطيمها!
وحتى إن كانت حجاره,,,
أيعقل أن تكون هممكم ضئيلة لهذا الحد؟
حتى الحجر ينحت وييشق ويخترق
بقطرات ماء صغيره ورياح متواصله ومستمره بلا كلل ولا ملل والصبر الذي هو بدوره عباده وشكر لله وحمد وإيمان بالقدر
عندها فقط تصنع المعجزات.
ولا تستحقر أفعالك وإن أحسست أن كل شيء ضدك!!!!
سواء أكان الضد هذا متمثلا في الأهل ,, الأصدقاء ,, العمل ,,, المسؤول ,,, المجتمع بأكمله

وإياك أن تيأس ,,"" فعندما يبدو أن كل شيء يعاندك ويعمل ضدك ,, تذكر أن الطائره تقلع عكس إتجاه الريح لا معه"" (هنري فوررد).
وجميعنا نعلم من هو هنري فوررد وماذا أصبح الآن!!!


وأما الفريق الثاني فأتعجب لهذا التصرف المتسرع دون تفكير في الأوضاع الراهنه على جميع الأصعده
ألم تفكر للحظه وتكتشف مدى ضعفك وأنت وحدك في هذا المضمار ,, وإن كنتم مجموعه ,,, فهل قوتكم وحدها تكفى لمواجهة غول الفساد؟؟؟؟
ألا توجد طرق أخرى أكثر حنكه ودهاء لمواجهة الأمور والظروف وتطويعها لمصالحنا حتى نحصل على ما نريد وحينها يكون التغيير عمليا وواقعا
لا يمكن إنكاره ؟؟
ألا تريدون أن تستردوا ثقتكم بأنفسكم أولاً ثم تستعرضون عضلاتكم؟؟؟


أراهن أن المجتمع العربي بأكمله أًصبح يرى هذه الشعارات في أي مكان حتى في المنزل مجرد ديكور تجمل به الحملات التربويه منها والسياسيه والتجاريه
ولكن بدون تأثير حي
لذلك فلنعمل على تغيير هذه الفكره التي أصبحت مؤذية للعين وللنفس وللطموح.
قبل أن نواجه جموع الطلائع بهذه الشعارات اللتي قد تغسل عقولهم وتوجههم للإتجاه الخاطىء فكريا ,, وتوجههم نحو الجمود
أو تقلب موازينهم لتحولهم للآ لات بشريه تستخدم من قبل رؤوس الشر في العالم أيا كانت مسمياتهم
""حركات إرهابيه ,,مافيا ,, عصابات ,,بلطجيه,,,إلخ""
ولن يهم وقتها إن إستندوا على فكر معين أم لا ,, لأن النتيجة في النهايه تصبح واحده
وهي خسارة المجتمع لعضو مهم منه ألا وهو الفرد.
أنا أتعجب من إستحقار المرء لذاته ولدوره ,,, ناسيا بذلك الإعتقاد أنه يجاهر ربه سبحانه وتعالى بالمعصيه
مخاطبا لسان حاله بأنه مجرد عدد,, ولم يخلقك الله لهذا ,,, قال تعالى : ""وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون""
العباده ليست محصوره في نوع معين من العبادات
فكل عمل تقوم به هو عبادة ,, وكل يوم تخرج فيه لعملك وأنت مخلص النيه ,, تكون في جهاد.
جهاد للتغيير في سبيل أمتك ووطنتك ومستقبلك وحريتك وإستقلالك
وكلها لله عز وجل.
قال تعالى :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }

للأسف إبتذل الدين وإمتهن حتى أصبحنا نستنكر كل حديث أو مناظره أو حوار يواجه بالدين
لأنه إن وجد أصبحت الفكره عنه مجرد ترهيب ,,إعتراض ,,لا غير
ونسينا أننا خلقنا لهدف واحد ""هو إعمار الأرض""
والحفاظ على الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبينها وأشفقن منها وحملها الإنسان لجهله للأسف بعظمتها.
فمتى ما أخلصنا الأمانه مع الله ,, أخلصنا في عملنا ,, واستطعنا أن نغير حياتنا .
وتلقائيا بالعمل سيصبح لشعاراتنا مصداقيه ,,وليس بالتكرار المبتذل
ولا تكن الأمانه مجرد كلام يردد ولا تتذاكوا على دين الله سبحانه وتعالى وكأن الإسلام يحميكم من التطبيق
فأمم كثيره تطبق هذا المبدأ وليسوا من الإسلام في شيء.

وأنا لا زلت أكرر

.... بالعمل وحده نصنع المعجزات....

15\9\2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق